بسم الله الرحمن الرحيم
(لَقدْ جَاءَكُم رَسُولٌ من انفُسِكُم عَزيزٌ عَليهِ ماعَنِتم حَريصٌ عليكُم بالمؤمنينَ رؤوفٌ رَحيم)(التوبة:128)
(فإن تَولّوا فَقُلْ حَسْبي الله لا اله الاّ هو عَليهِ تَوكّلْتُ وهوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ)(التوبة: 129)
(قُلْ إنْ كُنتُم تُحبّون الله فاتّبعوني يُحْببكُم الله)(آل عمران: 31).
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(من تمسك بسنتي عند فساد امتي فله اجر مائة شهيد )[1].
اجل! ان اتباع السنة المطهرة لهو حتما ذو قيمة عالية، ولاسيما اتباعها عند استيلاء
البدع وغلبتها، فان له قيمة أعلى وأسمى، وبالاخص عند فساد الامة، اذ تُشعر مراعاة ابسط الآداب النبوية بتقوى عظيمة وايمان قوي راسخ؛ ذلك لأن الاتباع المباشر للسنة المطهرة يذكّر بالرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم، فهذا التذكر الناشئ من ذلك الاتباع ينقلب الى استحضار الرقابة الإلهية، بل تتحول في الدقائق التي تراعى فيها السنة الشريفة أبسط المعاملات العرفية والتصرفات الفطرية – كآداب الاكل والشرب والنوم وغيرها – الى عمل شرعي وعبادة مثاب عليها؛ لأن الانسان يلاحظ بذلك العمل المعتاد اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فيتصور أنه يقوم بأدب من آداب الشريعة، ويتذكر انه صلى الله عليه وسلم صاحب الشريعة، ومن ثم يتوجه قلبه الى الشارع الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى، فيغنم سكينة واطمئنانا ونوعا من العبادة.
وهكذا، في ضوء ما تقدم فان من يجعل اتباع السنة السنية عادته، فقد حول عاداته الى عبادات، ويمكنه ان يجعل عمره كله مثمرا، ومثابا عليه.