
تأملات في سورة الكهف
سبتمبر 30, 2022
من أسرار المودة والرحمة (3) “الرومانسية” والمعادلة السهلة!
أكتوبر 2, 2022عادل المحلاوي
مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه وهو أخ النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ، وأول من دفن بالبقيع فرأته أخته بعد موته وبجواره نهر جار فقصت الرؤيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرح بها ، وقال لها : “ذاك عمله الصالح يجري عليه”.
أخي المحسن…أختي المحسنة
نبينا عليه السلام قد أبان لنا متوسط أعمار امته – وهو مابين الستين والسبعين – وقال: “وقليل من يتجاوز ذلك”.
ولكن اﻷمل في طول العمر – لﻷسف عريض عندنا – فتجد أحدنا مستبعدا ساعة الرحيل وكأن اﻷمر بيده !
فمتى ما أيقن العبد بهذه الحقيقة كان لزاماً على صاحب المال أن يجعل عمره مئة أومئتين وربما اﻵﻻف، مع حضور النية الصالحة وحسن الظن بالله؛ وذلك بإيقاف شيئاً من ماله ليكون له صدقة جارية وحسنات باقية يصل إليه خيرها بعد وفاته، بعد عمر طويل ان شاء الله.
أخي صاحب المال…أخيتي..
كثيرا ما يكون العائق نفسي عن هذا النوع من الصدقة إما لطول اﻷمل – كما تقدم – أو لخوف الفقر ودوائر الأيام ، أو الخشية على اﻷبناء والذرية .
فأما طول اﻷمل فعلاجه :
بالنظر إلى اﻷقران الذين كنا نعاشرهم ثم غادروا الدنيا فبقينا – أنا وأنت – بعدهم .
وأما خوف الفقر فعلاجه:
أن تعلم أن الصدقة تدفع كل شر وسوء عن الإنسان في دنياه وأخراه .
وأما الخشية على الأبناء:
فأيقن أن الله أرحم بهم منا وأن الله حافظهم بصدقتك .
وإن من أكثر صور الحزن التي تمر بالمرء أن يرى ورثة صاحب المال الوفير قد تنعموا بماله وتهنئوا به – بعد وفاته –
وصرفوه على دنياهم وهو قد حرم نفسه أن يجعل لنفسه مايبقيه صدقة جارية له مع تمكنه من ذلك .
أﻻ تحب أن تدر عليك الحسنات
وقد أوقفت شيئاً صار سببا في سد جوعة فقير او رعاية أرملة وكفالة يتيم!
أﻻ ترغب أن توقف شيئا من مالك فيكون سبباً لتﻻوة آي القرآن وحفظ السور وربما كنت سبباً في أئمة يؤمون الناس في صلواتهم !
أﻻ تفرح بوقف على دعوة إلى الله فتكون سبباً في إسﻻم كافر ، وهداية ضال ، وإنقاذ غافل ، وحج وعمرة ، وأعمال جليلة ﻻ يقدر قدرها إﻻ الله !
فاستعن بالله وأنت في صحة وعافية وفي حال قدرة على التصرف بمالك – أوقف جزءاً من مالك.. ليكون لك نهر جارٍ، وعمل باق تنعم به في قبرك، وتفرح به يوم نشرك، ويكون سبباً في بلوغ بإذن الله جنة الفردوس .
اللهم أخلف على كل من أوقف خيرا.