فريق تحرير وقف دار العلوم
إن من توفيق الله لقلوب الصالحين: استشعار الفقر إلى الله جل وعلا، وإلى فضله وتوفيقه في كل شأن!
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (فاطر: 15).
وقال سبحانه حاكيًا عن موسى عليه الصلاة والسلام قوله:
﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ (القصص: 24).
ومن المواطن التي يتجلَّى فيها هذا المعنى العظيم موطن الصدقة والإحسان إلى المحتاجين!
فيستشعر المنفق والباذل للمال والعون أنه أحوج إلى فضل صدقته وثمرتها وأثرها قبل أن يحتاج الفقير للعون! وأن كل عون منه لإخوانه المحتاجين هو صدقة منه على نفسه!
ومما يعين على استشعار ذلك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: “كل سُلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس؛ تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة” (رواه مسلم).
فالسُلامى هو المفصل أو العظم الصغير في البدن، ويحتاج كل مسلم إلى التصدق عن هذه الأعضاء بأنواع العون والمعروف؛ لله تعالى، رجاء فضله وإحسانه إليه بالقبول والفضل.
فلتستشعر أخي المنفق:
شكر نعمة الله عليك أن يسّر لك المال والخير؛ لتنفق في سبيله بأنواع الزكوات والصدقات والخير والمعروف.
وفضل الله عليك أن جعلك عونًا للمحتاجين، وسببًا في التفريج عنهم.
ثم حاجتك لكل ذلك؛ فكأنك أحوج إلى الفقير يقبل صدقتك.. منه إلى حاجته لعونك!
فالمال مال الله، والفضل والتوفيق منه جل وعلا، فله الحمد جل ثناؤه وتقدّست أسماؤه، سبحانه وبحمده.
وصلى الله على معلم البشر الخير وعلى آله وصحبه وسلم.