تتوافد النفحات الربانية واحدة تلو الأخرى..!
وتتوالى شهور الخير والمناسبات؛ لتوقد جذوة الاجتهاد والتنافس في نفوس المسلمين.
ومن هذه النفحات: شهر شعبان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيه ويوقظ في نفوس الصحابة حب الطاعة فيه.
ولقد كان اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم واضحًا حتى تعجب الصحابة من ذلك فبادر بعضهم بالسؤال عن ذلك؛ فقال: يا رسولَ اللَّهِ، لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ “: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”.
وقد فهم سلف الأمة سنةً النبي ﷺ وتسابقوا في تطبيقها.
وهم بذلك يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويسيرون على خطاه أولًا، ويمهّدون لرمضان بترويض النفوس على الصيام ثانيًا.
وكان من اجتهادهم فيه: الإقبال على القرآن، حتى اشتهر تسمية شعبان بشهر القرّاء؛ حتى كان بعضهم يغلق حانوته ويجلس لقراءة القرآن!
وليس هذا فحسب بل كانوا يخرجون زكاة أموالهم في شعبان لجبر خواطر الفقراء وتقويتهم على استقبال رمضان.
ومن مزايا شعبان أيضًا: أن الأعمال ترفع فيه إلى رب العالمين؛ وهذا رفع سنوي، كما يوجد رفع يومي وأسبوعي؛ إضافة للرفع الختامي عندما يموت الإنسان وتطوى صحيفته.
همستي لك أخي:
اجعل لك خبيئة في شعبان بعيدًا عن أعمال العلانية.
واحرص على إخلاص النية لله، فقد تكون -تلك الخبيئة- سببًا لرضوان الله عنك ومغفرته لك.
اللهم تقبل منا وعلى طاعتك أعنا ولكل خير اهدنا ووفقنا.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــ
صيد الفوائد (بتصرف يسير).