
وقفة مختصرة مع عبادة الصيام
مارس 3, 2023
شَهْرٌ تَكَلَّلَ بِالتُّقَى
مارس 3, 2023مرام شاهين
شاء الله أن نُغادرَ المنازل، أن نبتعدَ عن الأهل والأصدقاء، أن نعيشَ لا نملكُ البنَّ نُقدّمهُ إذا ما الجارُ أرادَ الزّيارة..
يكتوينا الحزنُ.. يعصفُ في ليالينا الصيفيّةِ الخاليةِ من النّسيم
هل الفصولُ تتناوبُ عند السُّعداء فقط؟ وتُحيلُ الشّتاءَ مندوباً عنها في بيوتِ الخاويةِ بطونهم، تخيفهُم أصواتُ الرّياحِ اللاموجودة، وظلامُ الدُّنيا في ليالٍ مُقمِرة؟
لماذا تلتحفُنا الوداعاتُ كلّما قررنا المُضيّ مع الأحباب؟
لماذا ترمينا المسافاتُ.. شرقاً وغرباً.. تفصلُنا الخيام، كأشواكٍ تُدمي الطّفل إذ همَّ بالرّكضِ بينَ مساحات الشّجر، غير مدركٍ لوجودِ الخطَر !
في تلكَ الأجواءِ الرّماديّةِ فاقدةِ الوِراد
يُطلُّ علينا لا يهتمُّ لقلّةِ المالِ أو سوءِ الحال !
يغمرُنا هلالُه بالنّور، في الوقتِ الّذي لا نملكُ فيه أيَّ سراجٍ يُحيي طقوسَ استقبالِه كما يُحييها الأغنياء..
و هل الغِنى في امتلاكِ النّور أو الأسرجةِ أو الشّمع؟
هل أصحابُ الثّريّاتِ الفارهة وحدَهم من يستمتعونَ بتناول الفَطورِ واختلاف الأطعمة؟
وحدَهُ (رمضان) من يجيبُ بـ (لا)!
و يأتينا ضيفاً وقوراً لا يهتمُّ بلباقةِ مظهرنا إذا ما استقبلناهُ من أمامِ باب خيمتنا القُماشيّ بأخرقةٍ مُرقّعة..
وحدَهُ (رمضان) كريمُ الخِصال، يحملُ بين يديهِ مغفرةً واستجابة..
يسمعُ قرقعةَ الأمعاءِ إذا ما احتكّت لا تجدُ غذاءً، يسمعُ بكاء الأمّ إذا ما ناجت الله عزّوجل، تسألهُ الصّبرَ تسألهُ العطاءَ والرضا..
يُغني الجميعَ بلذّةٍ روحيّةٍ تُضاهي طعمَ اللحمِ يتناثرُ على موائدِ القصور..
يُساوي أبناءَ الأرضِ بفرحةِ العيد..
بمسابقةِ الفوزِ بالغُفرانِ، بالجنان، ينالُها الأكثرُ إيماناً، في زمنٍ يُشترى فيه كل شيء.. إلا الإيمان!
رمضان.. ضيفٌ كريم.. من ربٍّ كريم..
كُن لأهلِ بلادي أمناً وسلاماً، وارتواءً بعد طولِ عطَش..!