سعد راشد المطيري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فهذه فوائد من سورة الكهف أسأل الله أن ينفع بها القارئ..
فضلها
من سنن الجمعة قراءة سورة الكهف:
عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: “مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ” رواه البيهقي والحاكم، وقال ابن كثير في إرشاد الفقيه (1/199): (مرفوع، ورُوي موقوفًا).
قال ابن عثيمين (رحمه الله) في الشرح الممتع (5/91): “أعلَّ بعضُ العلماء المرفوع بأنَّ الحديث رُوي موقوفًا، ونحن نقول: إذا كان الرافع ثِقةً، فهذه العلَّة غير قادحة، وعلى فرض أنه من قول أبي سعيد، فمِثل هذا لا يُقال بالرأي، فيكون له حُكم الرفع”.
ومما جاء في فضلها:
فمن قرأ أول عشر آيات منها عصمه الله من الدجال:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ “مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ” رواه مسلم.
وهي رغم قصرها اشتملت على أمور عظيمة، منها:
قصة أصحاب الكهف، وقصة موسى والخضر، ونبأ ذي القرنين، وقصة صاحب الجنتين، وأهوال يوم القيامة.
واشتملت سورة الكهف على صفة الجنة والنار، وافتتحت بالحمد وبيان أسباب إنزال الكتاب، وأنه لبيان الطريق القويم، ومصير من سار عليه ومن صد عنه.
ومن فوائد سورة الكهف:
• في سورة الكهف تنبيه مهم إلى ضرورة تعليق ما نويت وعزمت عليه في المستقبل على مشيئة الله:
قال تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا}.
• اشتملت على وعيد شديد لمن زعم أن لله ولد؛ فهي سورة جامعة لمسائل العقيدة.
• العلم على قدر الصبر:
فلو صبر موسى عليه السلام لعلم أمورا أكثر من تلك الثلاث، وهي أسرار القدر في خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار.
• أثر استقامة الوالد في حفظ الذرية:
حيث ساق الله لليتيمين في المدينة الخضر ومعه موسى ليقيما الجدار ويحفظا حقهما.