قيمة الكتاب
قال محقق الكتاب: (هذا الكتاب القيم… هو أول ما كتب في بابه على ما نظن، إذْ لا نعلم أحدًا كتب في العزلة وأفرده بالبحث في كتاب خاص قبل أبي سليمان الخطابي) ص 3.
حقيقة العزلة
قال الخطابي مبينًا العزلة التي يريدها في كتابه:
(إنما نريد بالعزلة: ترك فضول الصحبة، ونبذ الزيادة منها، وحط العلاوة التي لا حاجة بك إليها) ص13.
حذر الصحابة (رضي الله عنهم) من الفتن
(وكان ابن عمر من أشد الصحابة حذرا من الوقوع في الفتن وأكثرهم تحذيرا للناس من الدخول فيها وبقي إلى أيام فتنة ابن الزبير فلم يقاتل معه ولم يدافع عنه إلا أنه كان يشهد الصلاة معه فإذا فاتَتْه صلاها مع الحجاج وكان يقول: إذا دعونا إلى الله أجبناهم وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم) ص 20.
قول ابن عمر عند صلب ابن الزبير (رضي الله عنهم)
مر ابن عمر على ابن الزبير (رضي الله عنهم) وهو مصلوب فقال:
(السلام عليك أبا خبيب -ثلاث مرات- والله كنت أنهاك عن هذا، ثلاثًا، والله لقد كنت صوامًا قوامًا وصولًا للرحم، والله لأمة أنت شرها لنعم تلك الأمة) ص 21.
لما أبى الحسينُ الرجوع لما لحقه ابن عمر (رضي الله عنهم) وهو ذاهب للعراق (اعتنقه ابن عمر وبكى وقال: أستودعك الله من قتيل) ص 21.
الاستئناس بالعزلة
قال أبو سليمان الخطابي: (ما أشرف هذه المنزلة وأعلى هذه الدرجة وأعظم هذه الموهبة! إنما لا يستوحش مع الله من عمر قلبه بحبه، وأنس بذكره، وألف مناجاته بسره وشغل به عن غيره، فهو مستأنس بالوحدة مغتبط بالخلوة) ص 22.
الاستئناس بالناس
قال أبو سليمان الخطابي:
(قال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس!) ص23.
الإمساك عما شجر بين الصحابة (رضي الله عنهم)
(أما ما شجر بين الصحابة من الأمور وحدث في زمانهم من اختلاف الآراء فإنه باب كلما قل التسرع فيه والبحث عنه كان أولى بنا وأسلم لنا، ومما يجب علينا أن نعتقد في أمرهم أنهم كانوا أئمة علماء قد اجتهدوا في طلب الحق وتحروا وجهته وتوخوا قصده؛ فالمصيب منهم مأجور والمخطئ معذور، وقد تعلق كل منهم بحجة وفزع إلى عذر، والمقايسة عليهم والمباحثة عنهم اقتحام فيما لا يعنينا) ص 28.
الخلاف مع من دون الصحابة
(فأما من بعد الصحابة من التابعين ومن وراءهم من طبقات المتأخرين؛ فلنا مناظرتهم في مذاهبهم وموافقتهم عليها، والكشف عن حججهم والقول بترجيح بعضها على البعض، وإظهار الحق من أقاويلهم ليُقتدى بهم، والتنبيه على الخطأ منهم ليُنتهي عنه) ص 28.
(لو لم يكن في العزلة أكثر من أنك لا تجد أعواناً على الغيبة لكفى) ص 31.
________
المصدر: صيد الفوائد.