فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
* حقيق بالإنسان أن ينفق ساعات عمره بل أنفاسه فيما ينال به المطالب العالية ويخلص به من الخسران المبين، وليس ذلك إلا بالإقبال على القرآن وتفهمه وتدبَّره واستخراج كنوزه وإثارة دفائنه وصرف العناية إليه والعكوف بالهمة عليه.
* القلب يعرض له مرضان عظيمان، إن لم يتداركهما تراميا به إلى التلف ولا بدّ، وهما الريا، والكبر، فدواء الرياء بــــــ {إيَّاكَ نَعْبُدُ } ﴾ودواء الكبر بـــــ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
* كثيراً ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: { إيَّاكَ نَعْبُدُ} تدفع الرياء، و{إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تدفع الكبرياء.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه: تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في { إيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
* كان يعرض لي آلام مزعجة، بحيث تكاد تقطع الحركة منَّي…فأبادر إلى قراءة الفاتحة، وأمسح بها محلَّ الألم، فكأنه حصاة تسقط، جربتُ ذلك مراراً عديدة.
* كنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً وأشربه، فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء، والأمرُ أعظم من ذلك، ولكن بحسب قوّة الإيمان
* من هُدِي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم، الذي أرسل به رسوله، وأنزل به كتابه، هُدِى هناك إلى صراط الله المستقيم المُوصل إلى جنته ودار ثوبه.
* على قدر ثبوت قدمه على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبات قدمه على الصراط المستقيم على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط.
* لينظر الشهوات والشبهات التي تعوقه عن سيره على هذه الصراط المستقيم، فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط، تخطفه، وتعُوقه عن المرور عليه، إن كثرت هنا وقويت، فكذلك هي هناك، {﴿ وما ربك بظلم للعبيد ﴾} [فصلت:46] الطالب للهداية وسلوك الصراط…لا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له، فإنهم هم الأقلون قدراً، وإن كانوا الأكثرين عدداً، كما قال بعض السلف: ” عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين”
* كلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم، وغضّ الطرف عمن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله.
المصدر: طريق الإسلام (بإيجاز).