خالد عبداللطيف
{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى..} (البقرة/197).
إنما تسعد القلوب والبيوت بالتقوى، وما سواها من أسباب السعادة تبع لها:
ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد
فما أحسن أن نعمُر بيوتنا بنفحات من القرآن، وقبسات من الحكمة، نرى آثارها في بيوتنا سكينة وطمأنينة، قبل أن ننعم بأثرها الأعظم في جنات النعيم بإذن المولى البر الرحيم!
وما أجمل أن نردد بين الفنية والفينة “اجلس بنا نؤمن ساعة”! ذلك النداء الإيماني الذي ردّده جمعٌ من الصحابة رضي الله عنهم، يقولها أحدهم لأخيه يدعوه إلى وقفة إيمانية تجدد صلة القلب بالرب، وتزيل ركام الغفلة عن هذا القلب.
فما أجمله من نداء.. يرثه عن سلف الأمة رجال صالحون ونساء مباركات.. عندما يلمس أحدهم من قلب شريك الحياة قسوة طارئة، أو غفلة عرضة؛ فيسعى (أو تسعى) لمراغمتها بهذا النداء المؤثر مقروناً بالمودة والحنان!
ويا له من نداء لطيف كريم حين ينبعث من قلب رحيم؛ يذكّر الصاحب بالجنب ورفيق الدرب أن الإيمان يزيد وينقص؛ ولابد له من تعاهد، ثم يلي ذلك تدبر آية من كتاب الله أو حكمة من سنة نبيه ومصطفاه، صلى الله عليه وسلم؛ أو قصة أو أثر من آثار من اهتدوا بهداه؛ تجلو عن القلب الران، وتجدّد فيه الإيمان!
قال تعالى مرشداً رعاة البيوت إلى وقايتها من أخطر ما يهدد مستقبلها الأخروي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم/6).
وقال جل وعلا مرشداً أمهات المؤمنين ونساء الأمة إلى خير ما ينفعهن ويصلح بيوتهن:
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (الأحزاب/34).
وقال جل وعلا في وصف الصالحين والصالحات (الذين تنفعهم الذكرى من آيات الله والحكمة):
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب/35).