فهد بن عبدالعزيز الشويرخ
● العجلة موكل بها الندم:
قال الإمام ابن حبان: العجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يُجرب، ويذم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم.
والعجلة موكل بها الندم، وما عجل أحد إلا اكتسب ندامة واستفاد مذمة؛ لأن الزلل مع العجل، والإقدام على العمل بعد التأني فيه أحزم من الإمساك عنه بعد الإقدام عليه، ولا يكون العجول محمودًا أبدًا.
● الانتقام والندم:
قال الإمام ابن حبان: الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالَم بأسرهم، رجاء عفو الله جل وعلا عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه؛ لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب الانتقام وإن انتقم كان إلى الندم أقرب.
● من لم يكتم سره ندم:
قال ابن حبان: السرَّ إنما سمي سرًّا؛ لأنه لا يفشى، ومن كتم سرَّه كانت الخيرة في يده، ومن أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها، ومن لم يكتم السر استحقَّ الندم.
● الحذر من شياطين الإنس الذين يوقعون الإنسان فيما يندم عليه:
قال العلامة العثيمين: ما أكثر شياطين الإنس الذين يغرون الإنسان ويسفهونه، ويوقعونه فيما يندم عليه، وهم جلساء السوء الذين حذر منهم النبي عليه الصلاة والسلام.
● التخطيط قبل العمل يمنع من الندم:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم.
● عدم تسرُّع الزوجة في طلب الطلاق؛ فقد تندم حين لا ينفع الندم:
قال العلامة العثيمين: النصيحة للزوجة لا تتسرَّع في طلب الطلاق من الزوج، بل عليها أن تصبرَ وتتحمَّلَ المرة تِلْوَ الأخرى، حتى إذا أيِسَتْ من الصلاح والإصلاح فلا بأس؛ لأن الله تعالى قد جعل لكل ضِيْقٍ فَرَجًا..، أما كونها تتسرَّع وتريد من الزوج أن يكون على هواها في كل شيء؛ فلا ينبغي منها ذلك، وأكثر ما يقع هذا فيما إذا تزوَّج الزوج بزوجةٍ أخرى، فإنها حينئذٍ تُسارع إلى طلب الطلاق والإلحاح عليه، وتندم حين لا ينفع الندَمُ، فنصيحتي لها أن تصبر وتحتسب الأجْرَ من الله عز وجل.
● ندم المُطلق إذا لم يتق الله في الطلاق:
قال العلامة السعدي: لما كان الطلاق قد يوقع في الضيق والكرب والغم؛ أمر تعالى بتقواه، ووعد من اتقاه في الطلاق وغيره أن يجعل له فرجاً ومخرجاً، فإذا أراد العبد الطلاق ففعله على الوجه المشروع بأن أوقعه طلقة واحدة، في غير حيض، ولا طهر أصابها فيها؛ فإنه لا يضيق عليه الأمر، بل جعل الله له فرجاً وسعة، يتمكن بها من الرجوع إلى النكاح إذا ندم على الطلاق.
والطلاق…العبد إذا لم يتق الله فيه، بل أوقعه على الوجه المحرم، كالثلاث ونحوها، فإنه لا بد أن يندم ندامة لا يتمكن من استدراكها والخروج منها.
● لا تعجل في التصنيف والتأليف فتندم:
قال العلامة العثيمين: التصنيف… ينبغي للإنسان أن يتأمل وألا يتعجل؛ لأن بعض الطلبة منذ يعرف مسألة من المسائل يأتي بالمحبرة والقلم ويبدأ يكتب، وكم من كتابةٍ ظهرت ثم ندم المُخرج على إخراجها وتمنى أنه لم يكن أخرجها؛ لينظر فيها مرةً أُخرى
● الندم على السؤال عمّا كان بين الصحابة:
عن يحيى بن آدم قال: سمعت شريكاً يقول: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية رضي الله عنهما؛ فبكى، فندمت على سؤالي إياه، فرفع رأسه، وقال: من عرف نفسه اشتعل بنفسه عن غيره.
● من استخار أمن من الندم:
قال الإمام ابن القيم: كان شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه يقول: ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وتثبت في أمره.
● الوصية بترك ما يندم عليه العبد:
قال رجل لإبراهيم بن ثابت: أوصني، قال: دع ما تندم عليه.
● من أراد الله به خيراً ندم على ذنوبه ومعاصيه:
قال العلامة ابن القيم: إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له باباً من أبواب التوبة والندم.
● الندم على المعاصي والذنوب والمبادرة إلى التوبة منها:
قال الإمام ابن الجوزي: اندم يا مسكين على ما صنعت وفات، وأصلح بالتوبة النصوح ما هو آت، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ليس للظالمين من نصير، ولا للعاصين من مجير، ولا لأحد من ملجأ ولا نكير.
قال الحافظ ابن رجب: التوبة التوبة، قبل أن يصل إليكم من الموت النوبة؛ فيحصل المفرط على الندم والخيبة!