ووفيت بوعدي له وطاردت أحلامي ولم أعد تلك اليتيمة المستضعفة!
افتتحت مشروعي التعليمي الخاص ونجحت نجاحا باهرا والآن أبناء زوجي وأبنائي هم الثروة الحقيقية لي، لقد عوضني الله خيرا…
ولكن حين أستعرض أحيانا حياتي السابقة البائسة.. أشعر أنني أنا المسؤولة عما حدث لي فيها من مأسٍ..!
ربما خوفي من زوجة والدي وعدم إخبار والدي بما كان يجري في غيابه هو القيد الذي سلبني كثيرا من إنسانيتي وقتها أقول: ربما..! ثم أعود لأسأل نفسي ماذا لو أني فعلت كذا وكذا؟
لو صرخت.. لو تمردت على ما كان يحدث لي.. لو.. لو… لو
ثم أعود من جديد لأتذكر جيدا أني طوال فترة وجودي في منزلنا القديم لم أفقد حسن ظني مطلقا بالله تعالى، نعم كنت أحيانا أضعف لكني كنت دوما وبلا قنوط وتوقف.. أدعو.. وأدعو.. وأدعو…
وكلما احتدمت الغيوم السوداء في سماء حياتي كنت أشعر أن وكلما احتدمت الغيوم السوداء في سماء حياتي كنت أشعر أن الله سبحانه يدبر لي خيرا في قادم أيامي..
كنت أثق بعدالة ربي وأن كل الظلم الذي وقع علي من زوجة والدي وبناتها.. وحياة اليتم المريرة التي عشتها… سيبدلها الله حياة خيرا منها.. وسيمسح على روحي برحمته وسيرسل فرحا يغشى قلبي حتى ينسيه ما كان…
إذن.. مهما كنت تعيش أحداثا سيئة الآن سواء انكسار داخليا أو فقد عزيز أو شح بالمال أو تعثر نفسي أو فشل مشروع أو انهيار علاقة ما.. أو تشعر أن زمام الأمور يفلت من يديك؛ فلا تيأس من رحمة ربك… وادع دعاء المضطر من قلبك، وأحسن الظن فيه.. وحدثه عن مشاعرك.. أحاسيسك عن خيبات أملك.. عن الضيق الذي تمر فيه.. عن أحلامك المكسورة.. عن أمنياتك الضائعة.. عن الوجع بداخلك.. فضفض له بكل ما تشعر به..
وحين تنتهي توسل إليه أن يرمم روحك.. أن يعوضك خيرا.. أن يفتح لك خزائن رزقه ورحمته وستشعر بعدها بالراحة التامة.. والهدوء والسكينة يتسللان إلى قلبك المتعب.، ولا تيأس إن تأخرت الإجابة.. فأشد أوقات الليل ظلمة هي قبل انبلاج الفجر وضيائه..
يقول ابن وهيب الحميري:
وإني لأدعو الله حتى كأني
أرى بجميل الظن ما الله فاعله
وأقرع أبواب السماوات راجيا
عطاء کریم قط ما خاب سائله
ومن لي سوى الرحمن ربا وسيدا
ومن غيره أبديه ما الغير جاهله
إذا شُدَّت الأبواب ألقي حاجتي
إلى قاضي الحاجات غُرٌّ نوائله
له الخير منه الخير والخير كله
إليه.. بين يديه تزهو خمائله
ـــــــــــــ
من كتاب “شيء مني يشبهك” سلوى العضيدان.