علاء أوسي
مصطلح جديد يخص لغتنا العربية طفا على سطح التهافت الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من أطلق عليها اسم “الفرانكو آراب” وهناك من وصفها باللغة الفيسبوكية، والبعض لقبها بـ “العربــيزي”.
تتميز هذه (اللغة) بوجود مصطلحات خاصة لا يعرفها إلا مستخدمو الشبكات الاجتماعية الدائمين، ويستخدمها الشباب العربي أثناء محادثاتهم عبر الإنترنت، فتحولت اللغة العربية إلى مزيج من لفظ عربي يكتب بأحرف لاتينية ورموز وأرقام، لتُشكل لغة جديدة بدأت تطالعنا يومياً أثناء التواصل عبر الشبكة العنكبوتية أو رسائل الجوال، فبات حرف الحاء مثلاً يكتب رقم “7”، والعين “3” فكلمة “حزين” تكتب “7zeen” وكلمة “سعيد” تكتب”s3ed”، واللغة العربية تكتب “All3’a al3rabih”.. الخ.
تباينت آراء مستخدمي شبكات التواصل بين مؤيد لها ورافض، ومنهم من وقف موقف الوسط، موقع eSyria التقى بتاريخ 5/2/2012 مجموعة من رواد الإنترنت للحديث عن هذا الموضوع..
الآنسة “ميرنا الكايد” (طالبة في كلية الاقتصاد) قالت: «مكنت هذه اللغة من ظهور “لغة موازية” يستخدمها الشباب العربي في محادثاتهم عبر الإنترنت، وهي تهدد مصير اللغة العربية في الحياة اليومية لهؤلاء الشباب، وتلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام».
أما بالنسبة لمهندس المعلوماتية “رائد الأحمد” فالوضع مختلف؛ حيث قال: «إنَّ تأثير الإنترنت على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات ومواقع التواصل الاجتماعي – موجود وبشكل واضح، ويعود ذلك لطبيعة الشبكة العنكبوتية كوسيلة اتصال سريعة الإيقاع، قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب، أو أنَّ الضرورة فرضت نفسها، كعدم وجود لوحة مفاتيح تمكن المستخدم من الكتابة باللغة العربية لدى البعض، وأخص بالذكر الشباب العربي في بلاد الاغتراب».
مدرِّسة اللغة العربية “غفران الأخرس” كان لها موقف حازم منها، ووصفت هذه الظاهرة بقولها: «إنها ظاهرة شاذة، وهي انهزامية محضة، لا تعبر سوى عن نفسية مهزوزة غير معتدَّة بنفسها وغير واثقة، تحاول التعلق بظواهر هشة، ظناً ممن يستخدمها بأن المتحضر هو الذي يتحدث العامية مدرجاً فيها كلمات إنجليزية، أو المتحضِّر هو الذي يكتب العربية بحروف لاتينية».
وفيما يتعلق بدور المدارس قالت المدرّسة “غفران”: «تلعب المدارس دوراً كبيراً في تعليم اللغة، ويركز حالياً بشكل كبير على تعليم اللغات الأجنبية والتي أحدثت صراعاً واضحاً مع اللغة العربية، نتج عنه عزوف أفراد الجيل عن لغتنا، بل اتخاذ مواقف سلبية تجاهها، تتمثّل في تضخيم حاجز الصعوبة في تعلمها، ناهيك عن ضعف الطالب بالعربية نتيجة تدريس بعض المدارس المنهاج كاملاً باللغات الأجنبية».
وتحدث مدرس التاريخ “إلياس شاكر” عن تاريخ هذه الظاهر بقوله: «من الملاحظ أنَّ الحملات الداعية إلى الكتابة بالعامية والخط اللاتيني بدأت منذ نهاية القرن التاسع عشر فيٍ وقت كانت تعاني الدولة العربية من ضعف وشتات، وكانت الدول الغربية تسعى لاقتسام تركتها ومحاربة اللغة العربية على وجه الخصوص دليل قوتها، لما للغة العربية من مميزات يدركها جيداً علماء اللغة بداية من صوتياتها الجميلة وبلاغتها وإيجازها وتفوقها على غيرها من اللغات، إضافة لعامل ظهر بصورة بارزة في العصر الحديث وهو القوة العلمية التي تمتلكها بعض الدول الأجنبية الغربية والشرقية، فأصبحت مصدِّرة للغتها عن طريق تقدُّمها العلمي، وهناك أيضاً عوامل داخلية من فعل أبناء اللغة العربية، كالتعليم، تعليم اللغة الأجنبية، والتعليم باللغات الأجنبية، سوق العمل، الإعلام…، وما نتج عن هذه العوامل مجتمعة من صراع لغوي، وضعف الاعتزاز، إضافة لهجرة العقول ما أدى لتلاشي الهوية».