قال الله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}.
الصحيح: أن (من) هاهنا، لبيان الجنس لا للتبعيض.
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحدٍ يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به!
وإذا أحسن العَليلُ التداوي به، ووضعه على دائه بصدقٍ وإيمانٍ وقبول تامٌّ، واعتقادٌ جازم، واستيفاء شُروطه؛ لم يُقاوِمه الداءُ أبداً.
وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها، أو على الأرض لقطّعها؟!
فما من مرضٍ من أمراض القلوب والأبدان إلا وفِي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحمية منه، لمن رَزقه الله فهماً في كتابه .
فمن لم يشفِهِ القرآن ؛ فلا شفاه الله، ومن لم يكفِهِ فلا كفاه الله!
____
المصدر: زاد المعاد، لابن القيم (رحمه الله).