(آباء ولكن جناة..! 5) أبناؤنا والصلاة.. متى وكيف؟!

خالد عبداللطيف

بين يدي السطور..
ثلاث سنين من التعليم والإرشاد.. تغني البيوت عن مد الأيدي بالنكال!!

الميزان المأمون!
عندما تقود العاطفة وحدها سلوك الوالدين في البيوت يضطرب ميزان التربية، وبقدر الاضطراب تكون العواقب!
ولكن: عاطفة رشيدة.. وتربية سديدة، يضبطهما ميزان دقيق مأمون: الوحي المطهر!
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة الأمة – بأبي هو وأمي -؛ كان الحنون الشفيق، والمعلّم الرفيق، ينزل من على المنبر ليأخذ حفيده، ويطيل السجود إذا ركب ظهره، ولا يمنعه هذا الحنان البالغ أن ينهاه عما لا يحل له؛ فيقول للحسن – رضي الله عنه – لما التقط تمرة من تمر الصدقة: “كخ كخ ارم بها أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة؟” (رواه البخاري ومسلم).

أي الفريقين أهدى؟!
ومثال رائع جامع في ضبط التعامل التربوي مع الصغار بمراعاة الفروق بين الأعمار؛ وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع” (رواه البزار وصححه الألباني).
فهنا توجيه نبوي يضرب لنا المثل في التوازن التربوي، فحدد ثلاث سنين للتعليم يكون فيها التلقين والتوجيه والمتابعة وغرس حب الصلاة في نفوس الأطفال، وأخّر التشديد والتعنيف إلى بلوغ العاشرة. وإنَّ ثلاث سنين من التعليم والإرشاد لتغني البيوت عن مد الأيدي بالنكال!
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فليس الذين يستبقون الأعمار ويظلمون الصغار بشدة في غير أوانها.. بأحسن حالاً من الذين يتهاونون ويتركون السنين تترى دون توجيه وتعليم!
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ..} (النور/63).
وفي السياق نفسه: أي الفريقين أهدى سبيلاً وأقوم قيلاً:
فريق ظالم لنفسه يزعم أن الصغار أبرياء أغرار؛ فلا حاجة للتفريق في المضاجع (جهلاً أو مماراة)!
أم فريق يقتبس من الوحي.. ويتبع الهَدْي {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك/14).

حروف الختام..
هل رأينا العاقّين للوالدين إلا مفرّطين في الصلاة.. في الغالب الأعم؟!
وكم رأينا بعض جرائم الفواحش بالمحارم جرّاء إهمال التفريق بين المضاجع؟!
ومن وقف على حوادث في البيوت لها دويّ.. عرف عاقبة تنكب الصراط السويّ!!